د.عزت جرادات
*قبل (7/اكتوبر) كانت الولايات المتحدة الامريكية منشغلة في أهمية التوصل إلى تسوية مع ايران بشأن برنامجها النووي؛ ومُنهمكة في محاولة التطبيع السعودي- الاسرائيلي، باعتبارها وكيل اسرائيل، ومتفائلة في إعادة تنظيم التجارة الدولية عبر طريق الهند- اوروبا- الشرق الأوسط للحدِّ من تصاعد التأثير الصيني في منطقة الشرق الأوسط تحديداً وذلك حفاظاً على دورها في المنطقة – ولا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن هكذا مشاريع أو برامج.
*من المرجّح أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعيد ترتيب أولوياتها.
فالتطبيع السعودي –الأسرائيلي لن يحتّل الأولوية الأولى، كما أن حَشْد اكبر عدد من دول المنطقة ضد إيران لن يكون أيضا من أولوياتها، وتظل قضية الصراع العربي- الأسرائيلي قضية جدلية لديها. فالحليفة اسرائيل بقيادة اليمين المتطرّف متمردة عليها.
*أن من أكبر الأخطاء الأمريكية من وجهة نظر غريبة هو تجاهلها أهمية الصراع العربي- الأسرائيلي، وأن حساباتها لهذه المسألة ليست دقيقة إنْ هي استمرت في هذا التجاهل. فعلى الرغم من دعمها لبعض دول المنطقة، فقد اكتشفت جحم العداء الشعبي للسياسة الأمريكية.
وقد أثارَتْ الحرب في غزة إهتمام دول المنطقة، كم أثارتْ الأهتمام الدولي، وبخاصة مع تراجع الدل الغربية التي اندَفَعَتْ لتأييد اسرائيل وقد أدركت حجم المأساة الإنسانية التي اوجدتها بإسرائيل تحت الشعار الزائف وهو شعار الدفاع عن النفس الذي ذهبت تلك الدول لترديده (ببغائيا) وإن من اخطر الأمور أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدرك عمق كراهيتها شعبياً في المنطقة.
وبخاصة أنها متمسكة بموقفها أنها لا ترى إبادة جماعية في غزة، وكما ترى أن قتل المدنيين هو في حدّه الأدني، وهذان الأمران يؤديان إلى موقف دولي مضادٍّ للسياسة الأمريكية، ولم تعد ذات مصداقية حتى مع الدول التي تدور في فلكها.
*واذا ما ارادت الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على مصالحها في المنطقة، فإن خطوتها الأولى أن تضع حداً لهذه الحرب، ولا يحتاج ذلك إلى أي جهد سياسي، فوقف الجسريْن الجوي والبحري لدعم إسرائيل كفيل بوقف الحرب وإذا لم تفعل ذك، متجاهلها الرفض الشعبي العالمي، حتى في واشنطن، ومظاهرة ما يقارب نصف مليون امام البيت الأبيض مثالاً، اذا لم تفعل ذلك فإنها تكون شريكاً في العدوان وقتل الأطفال وابادة السكان والعمران في غزة.